دراسة تحليلية لنقش کتابي من أسوار "داغ باري" بداغستان بإسم الخليفة هارون الرشيد وولي عهده مؤرخ بعام 176هـ (دراسة آثارية فنية مقارنة)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآثار - جامعة الفيوم

المستخلص

تهدف هذه الورقة البحثية إلقاء الضوء على أحد النقوش الکتابية المؤرخة بعام 176هـ إبان حکم الخليفة هارون الرشيد بتجديد بوابة أسوار "داغ باري" بقلعة "نارين کالا" على يدي الأمير محمد الأمين (ولي عهد المسلمين"، والتي تندرج ضمن القلاع  وسلسلة التحصينات الحربية التي أجراها خلفاء بني العباس لتحصينات الثغور الإسلامية في محيط بحر قزوين وعلى الأخص الساحل الشرقي لإقليم داغستان، وتعود أهمية هذا النقش الکتابي لکونه النقش التسجيلي الأول الذي يحمل إسم ولي عهد المسلمين (الخلفية الأمين" وألقابه التي اتخذها عقب البيعة بولاية العهد، والتي يؤکدها الباحث من خلال الدراسة المقارنة مع درهم عباسي (يُدرس لأول مرة" مؤرخ بعام 175هـ.
وتکمن أهمية تلک القلعة في کونها الثغر الشمالي الأول الذي انتشر منه الدين الإسلامي إلى أرض الروس وبلاد القوقاز، فضلاً عن بقائها حائط الصد الأول ضد الغزوات المُتتالية لقبائل الروس والبِلغَار والصقالبة جهة الشمال والشرق، وقبائل الهون الوثنيين جهة الشمال الغربي، بالإضافة إلى القبائل الخزرية القاطنة في محيط بحر قزوين، ويُستفاد من تلک الدراسة في استکشاف المعالم الحضارية والتحصينات العسکرية التي أقامها مُسلميّ شرق القوقاز والتطلع على دورها التاريخي في نشر تعاليم الدين الإسلامي في بلاد القوقاز وجنوب شرق أوروبا، فکانت محط اهتمام کل الخلفاء والأمراء المسلمين الذين حرصوا على تحصينها والعناية بها، وبدأت سلسلة تلک المحاولات منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب في العصر الراشدي، ثم تلاها العناية بها في العصر الأموي وعلى الأخص في ولاية الأمير مروان بن محمد، ولکن أهمها حسب ما أشارت المصادر التاريخية هي تجديدات ولي عهد المسلمين      - محمد الأمين-  لأسوار "داغ باري" على الساحل الغربي لبحر قزوين.
وتم تقسيم تلک الدراسة إلى شقين: الأول: الدراسة الوصفية والتي تناول فيها الباحث وصف أبعاد اللوح التسجيلي وحالته من الحفظ وموقعه الجغرافي ونوع الحفر المُستعمل عليه، ثم أعقبها بقراءة مضمون النصوص التسجيلية وتوضيح عدد الأسطر وطريقة تنظيمها، ثم توضيح أهمية دراسة تلک النقوش الکتابية ودورها في کشف الحقائق التاريخية الجديدة، وتأکيدها بروايات المصادر التاريخية تطبيقاً على النقش محل الدراسة. والثاني: الدراسة التحليلية والتي تم خلالها دراسة نوع الخط المُستخدم على النقش الکتابي، وتحليل مضامين النقوش الکتابية الدعائية والدينية والتسجيلية، ومقارنتها مع کتابات تاريخية أخرى معاصرة زمنياً، ثم عمل دراسة تحليلية مقارنة لأشکال الحروف وهئياتها مع نماذج أخرى معاصرة وعمل جدول توضيحي للنسبة الفاضلة لمقاييس الحروف العربية ومعرفة مدي اتقان النقاش لهندسة النقش الکتاب

الكلمات الرئيسية