دراسة أثرية فنية للمصحف الشريف (693هـ / 1293 م) للناسخ بن السماك المقريء، برسم فاتح التكروري

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

ترجع أهمية دراسة هذا المخطوط لقيمته الأثرية والتاريخية؛ فقد أمدنا مصحف الدراسة بترجمة قيمة لأحد النساخ المقرئين خلال العصر المملوکي، والذي أغفلت ذکره کتب التراجم والمصادر التاريخية خلال تلك الفترة.
 ومما يزيد من أهمية ذلك المخطوط أنه کُتب برسم لأحد المتصوفة ذي الکرامات، الذي قدم على قدم التجريد والعبادة من الغرب الإفريقي، وقضى نحبه في مدينة دمياط ودُفن فيها، وأصبح قبره مزارًا إلى وقتنا الحالي. وکان لتلك الشخصية دورًا فعالًا في الحياة الثقافية والدينية بمدينة دمياط، فاتبعه الکثير من المريدين سواء من داخل دمياط أو من خارجها، وهو الشيخ فاتح التکروري الذي کان له باع کبير في إعادة تعمير وترميم جامع أبي المعاطي بمدينة دمياط. ويمکننا القول بأنه يعقد للشيخ التکروري بدمياط مولدًا في أول شهر شعبان من کل عام يعرف بمولد سيدي "أبي المعاطي".
       ويمكننا من خلال هذا المصحف الشريف عمل دراسة تحليلية مقارنة للخط الريحاني، وأشكال حروفه وزخارفه مع نماذج من مخطوطات المصاحف الشريفة المعاصرة للوقوف على الأسلوب الفني الذي اتبعه الناسخ في كتابة مصحف الدراسة؛ ومن ثم الاستشهاد به في حقل الدراسات الأثرية عامة، ودراسة الكتابات الأثرية الإسلامية خاصة خلال العصر المملوكي.
وسوف أتبع المنهج العلمي القائم على التحليل والمقارنة والمقاربة، ومن ثم الخروج في النهاية باستنتاجات قد تساعدنا بمشيئة الله تعالى على تحقيق أهداف ذلك البحث.
         وکان من أبرز نتائج هذا البحث أنها أوضحت إسهامات المقرئين في نسخ المصاحف الشريفة خلال العصر المملوکي، والتوصل إلى الأسلوب الفني لابن السماك ، ومدى تأثره بابن البواب، واتفاقه مع ياقوت المستعصمي في الكثير من الخصائص الفنية في كتابة الخط الريحاني ورسم حروفه. کما أکدت الدراسة على العلاقات الثقافية والدينية التي قامت بين بلاد التکرور ،والدولة المملوکية البحرية في مصر، وهجرة بعض المتصوفة من تلك البلاد واستقرارهم بمصر آنذاك.

الكلمات الرئيسية