المُصليات المكشوفة ببلاد الأناضول خلال العصر السلجوقي "مصلى مدينة ملاطيا نموذجا"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

    لا شك أن العمارة الإسلامية بأنماطها وطرزها المختلفة والتي سرعان ما تتبينها العين قد ارتبطت بشكل مباشر ووثيق بالعقيدة الإسلامية، وقد قامت هذه العمارة التي أذهلت العالم وأبهرته لخدمة الدين الإسلامي في الأساس والنهوض به؛ فكانت الجوامع، والمدارس، والخوانق، والتكايا، والزوايا، والخانات، والبيمارستانات، والأسبلة، وحتى المنشآت الحربية، وغيرها من المنشآت التي خدمت الدين الإسلامي ونشرت مفاهيمه الصحيحة ودافعت عنه ويسرت على الناس. والمصليات المكشوفة إحدى إنماط هذه العمائر الإسلامية التى شيدت في الأصل لتأدية صلوات الأعياد والجنائز وصلوات الاستسقاء، واستمرت بعد ذلك لإحياء السنة النبوية الشريفة، ويُمكن ملاحظة العديد من المصليات المكشوفة بمختلف الأقطار الإسلامية سواء في مصر أو اليمن أو وسط آسيا وبلاد الهند، كما انتشرت بشكل كبير وذاعت ببلاد الأناضول خلال العصرين السلجوقي والعثماني واستمرت حتى القرن العشرين الميلادي، وقد شهدت المصليات المكشوفة تطوراً ملحوظاً خلال العصر السلجوقي ببلاد الأناضول، وعلى الرغم من أنهم ألتزموا بالأهداف الأساسية الثلاثة التي بُنيت من أجلها هذه المصليات، إلا أنهم أضافوا إليها عدة استخدامات أخرى متنوعة، فاستخدموها كمصليات صيفية، ومكان لتوديع الحجيج، ولإجراء حفلات الختان الجماعي، ومكان لذبح الأضاحي، ولصلوات التراويح، وشيدوها على الجسور لخدمة المسافرين، وألحقوها بالجشم. و مصلى ملاطيا نموذجا متفردا بزخارفه الغنية المتنوعة، ويمتاز عن غيره من مصليات الأناضول بأنه يرجع لفترتين مهمتين حيث شيد في العصر السلجوقي(634 - 644هـ / 1237 - 1246م)، وجدد في العصر المملوكى (878هـ / 1473م) عندما كانت مدينة ملاطيا ولاية تابعة لحكم المماليك.

الكلمات الرئيسية