دراسة فنية لدليل قبلة "قبلة نـُما" من العصر العثماني محفوظ بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة

يهدف هذا البحث لدراسة دليل القبلة "قبلة نُما" المحفوظ في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة ويرجع إلى العصر العثماني، وأيضًا نشر علمي لهذا الدليل فلا يوجد نشر علمي أو دراسة دقيقة لهذا الدليل، ويعتبر هذا الدليل نموذج هام لدليل القبلة وهو أول نموذج عرف في العصر العثماني، وتلقي الدراسة الضوء على تطور علم الجغرافيا في العصر العثماني من خلال هذا النموذج والذي يعد انعكاسـًا لإسهامات العلماء المسلمين في علم الفلك والجغرافيا، وتهدف الدراسة إلى ترجمة الكتابات المسجلة على دليل القبلة والتي سُجلت باللغة التركية العثمانية وهي تعد وثيقة علمية في علم الجغرافيا في القرن 12هـ/ 18م، وأيضًا دراسة مسمي دليل القبلة أو "قبلة نُما" باللغة التركية العثمانية كما هو مسجل على التحفة، وسوف يتناول البحث دراسة وظيفة دليل القبلة وآلية عمل الدليل وذلك من خلال كتب الجغرافيا والنص المسجل على التحفة والذي يوضح آلية العمل وخطوات تحديد القبلة من خلال استخدام الإبرة المغناطيسية لتحديد الشمال المغناطيسي واستخدام المؤشر لتحديد اتجاه القبلة في كل مدينة، ويهدف البحث لدراسة مصطلح الخريطة في المصادر الإسلامية، وعمل دراسة خرائطية للخريطة المنفذة على التحفة، ومن خلال الدراسة المقارنة للخريطة المنفذة على التحفة والوقت الحالي يمكن التعرف على بعض التغيرات السياسية والإدارية التي حدثت جغرافيـًا في العالم، ويناقش البحث أيضًا دراسة للطرق الصناعية والزخرفية المستخدمة في صناعة هذا الدليل، وهي طريقة زخرفة الأخشاب باللاكيه، وأيضًا دراسة الكتابات المنفذة على التحفة بعد ترجمتها والتي تتضمن معلومات علمية في علم الجغرافيا، وكذلك كتابات تاريخية لصناعة هذا الدليل بالإضافة إلى أسماء الوزراء الذين أمروا بصناعة والانتهاء من هذا الدليل، وتهدف الدراسة إلى تحديد مدي مراعاة البعد البصري في تنفيذ الزخارف على الدليل والعوامل التي راعاها الفنان لتحقيق البعد البصري مثل استخدام الألوان وتوزيع العناصر على التحفة، وتتناول الدراسة أيضًا أبعاد الدليل والأجزاء المكونة له ومدي مؤامتها الوظيفية، ويوضح البحث الزخارف المنفذة على دليل القبلة وعلاقتها بوظيفة التحفة، ومن أهم الزخارف المنفذة على دليل القبلة رسوم الحرم الشريف، ومن خلال الدراسة المقارنة لرسوم الحرم على دليل القبلة والمسجد في الطبيعة في نفس الفترة يتضح أن رسوم الحرم جاءت مختلف في بعض التفاصيل عن المسجد في الواقع في القرن 12هـ/ 18م، بالإضافة إلى دراسة الزخارف النباتية على التحفة وأهمها زخارف الرومي