القرابين والنذور في الجزيرة العربية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المملكة العربية السعودية

المستخلص

يتناول هذا البحث القرابين والنذور التي لها تاريخ طويل يمتد ربما منذ بدء الخليقة عندما تقبل الله قربان هابيل وردَّ قربان قابيل في قوله تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)[1]. فشاع هذا المعتقد في العالم القديم بأكمله وارتبط بمرحلة من مراحل نشوء وتطور الوعي البشري، وتعددت الأساليب والطقوس لكل ألهه وكل حاضرة، وأصبحت القرابين والتضحيات جزء هام من الشعائر الدينية.
فقدَّم الإنسان القديم القرابين والتضحيات بحسب اعتقاده بأن الآلهة تمنحهم البركة في أمور حياتهم الدنيوية والخير والسلامة والسرور في الأبناء والتجارة والزراعة والحروب وغيرها. وقد قدم ساكني حواضر الجزيرة العربية قرابينه ونذوره من أشياء مختلفة، مما يدل على قوة الارتباط بالآلهة وعمق شعوره الديني تجاهها، ومدى قناعته بنفعها وضرها له. وقد كان الجميع من ذكر أو انثى يقدم ما شاء من القرابين واستمر هذا الأمر إلى مراحل متأخرة. فقد خلفت لنا الحضارات التي قامت في أنحاء الجزيرة العربية عدد لا يحصى من النقوش ومنها مايتضمن محتوياتها على تكريس القرابين والنذور والتي كانت تقدم أما طواعية، أو تنفيذاً لنذور سابقة، أو بأمر من الآلهة المعبودة.
 
[1] القرآن الكريم، سورة المائدة، الآية 27.

الكلمات الرئيسية