كم هي طويلة رحلة الخط العربي، ممتدة هي مسيرة الحرف العربي عبر التاريخ، تاريخ حضارتنا العربية المجيدة، وخلال هذه الرحلة الطويلة للخط العربي نشأت مدرستان كبيرتان للخط، حافظت الأولى على ابتكار أنماط وأنواع وطرز تخضع لقواعد وأسس محددة، وكانتمحاولات تقييمها من حيث الإجادة من عدمه تعتمد على تطبيق موازين هذا أو ذاك النوع من الخط حتى يتم التحقق من التزام الخطاط من عدمه بقوانين نوع الخط الذي كتب به.
وفى المقابل كانت هناك مدرسة ثانية للخط تعتمد في المقام الأول على تحقيق قيم تشكيلية بصرية، ومن ثم لم يكن لها قوانين ثابتة، كانت تتصف بالمجازية، وتطمح في كل الأحوال إلى الوصول للجمال، ولكن معيارية هذا الجمال تختلف من عصر لآخر ومن فنان لآخر أو بمعنى آخر لم يكن لها قوانين ثابتة تحكم إبداع الخطاطين أو بالأحرى الفنانين.
وتطمح هذه الورقة إلى تتبع السيرة المجازية للحرف العربي وإبراز قيمها الفنية والجمالية وذلك من خلال المحاور التالية:
الخطوط العربية التقليدية (الكوفي المورق والمزهر والمضفور والمعماري والمربع) وخط الطغراء.
الخطوط العربية الزخرفية على التحف التطبيقية.
الخطوط العربية المصورة أي الكتابات المنفذة بالخط العربي والتي تم تشكيلها على هيئات مختلفة منها الآدمي والحيواني والطيور وغيرها.
الخطوط العربية في الفن الأوربي.
اللوحة الحروفية العربية.
وتهدف في النهاية إلى إبراز تاريخية فكرة المجاز في الخطوط العربية حيث أن تاريخها أقدم بكثير من بروزها وتحققها في لوحة الحروفية العربية.